الدقمه اسهل طريق للجنه !

أحزنتني رؤية ذلك الشاب الخليجي المطيري الذي لا يتجاوز الخامسه و العشرين من العمر و هو شاب المفترض انه يمر في احلى ايام عمره , و المحزن في الامر ان هذا الشاب قد غسل دماغه من قبل قوى الظلام الفكري و اساتذة فنون الموت في العراق , الذين لم تسلم منهم دماء الابرياء ,و الذين اقنعوه (بثقافة الدقمه) بالفصحى (ثقافة الازرار ) , و أقنعوه بأنه بكبسة زر سيذهب و بدون مقدمات للقاء الحور في الجنه , و كان من غرروا به يهللون و يكبرون و ينشدون الاناشيد الحماسيه ليزفوه للشهاده , ثقافة الانتحار لم تكن موجوده في العصور الاسلاميه السابقه فهي ثقافه مستحدثه باركها بعض العلماء لتصبح سنه يغرر بها البسطاء الصادقين مع انفسهم الذين اعتقدوا فعلا انهم بهذا الفعل يذهبون و بلا مقدمات للجنه هل الجنه يدخلها من لطخت يده بدماء الابرياء , و الكل يعلم بحرمة النفس بديننا الاسلامي , و الكل يسمع بالاخبار ان هذه الانفجارات لا تحصد الا الابرياء و من قتلوا من الابرياء في هذه العمليات اكثر من ما قتل من الجنود , و هل المنتحر يدخل الجنه اصلا و ما اثر هذه العمليات على الاستقرار و امن المواطن العادي فهذه العمليات لا تجلب اي مصلحه , فهي لا تحقق اي غايه مجرد عبث بأرواح الاخرين , و في احد مقاطع الفلم يظهر هذا الشاب و هو يقول لماذا انتظر عندكم هنا و انا بكبسة زر اذهب الى الجنه و يقول ان اسهل الطرق للوصول للجنه هو طريق الدقمه , و يظهر في مقطع اخر و هو يكلم اهله في الهاتف ليودعهم , لا اعلم الحاله التي مر بها اهله اثناء تلك المكالمه ولا حالتهم عندما يشاهدوا هذا المقطع و هو موقف بالتأكيد لا يحسدون عليه , لكن المصيبه الاكبر هي التعليقات على هذا المقطع فاغلب التعليقات تصف هذا الفعل بالبطولي و أغلب التعليقات كانت مؤيده , صراحه ان اكثر ما اخشاه هو ان تنتشر تلك الثقافه بين شبابنا خصوصا المتحمسين منهم فأنا متأكد ان هذا الشاب المسكين لو حصل موقف اثناه عن تلك الفعله يومها و عاد الى اهله بعد فتره من الزمن و عندما سيتذكر انه كان سيفجر نفسه من دون اي نتيجه تذكر لهذا الفعل سيندم على تلك الايام التى قضاها هناك , الله يستر على عيالنا .

اترككم مع المقطع .